+خادم رب المجد يسوع+
   
 
  القديس الشهيد إليوثيريوس
 



 


القديس الشهيد إليوثيريوس
الذي خضعت له الوحوش



 

 

+ «الذين بالإيمان قهروا ممالِكَ، صنعوا برّاً، نالوا مواعيدَ، سدُّوا أفواه أُسُود، أطفأوا قوَّة النار... تجرَّبوا في هُزءٍ وجَلْد، ثم في قيود أيضاً وحبس. رُجموا، نُشِروا، جُرِّبوا، ماتوا قتلاً بالسيف... وهم لم يكن العالم مُستَحِقّاً لهم» (عب 11: 33-38).

مُقدِّمة:

عديدةٌ هي سِيَر الشهداء، ولكن هذا الشهيد إليوثيريوس(1) (الذي سنسرد سيرته العَطِرة في هذا المقال) امتاز بنعمتَيْن وهبه إيَّاهما مسيحه الذي مات لأجله، وهما: الأولى: النعمة التي كانت على وجهه وكلامه، والتي اجتذبت حتى مضطهِديه إلى إيمانه المسيحي؛ والثانية: صورة الله التي بَدَت عليه، والتي جعلت الوحوش تخضع له وتتآلف معه بل وتحرسه!

وهكذا قال القديسون، فالقديس نيلس يقول: ”لقد سُرَّ القدِّيسون أن يعيشوا مع الوحوش، لأنهم اعتبروها أقلَّ أذى من البشر المملوئين بالخيانة والغدر، فوثقوا فيها كأصدقاء لأنها تُعلِّمنا ليس فقط ألاَّ نُخطئ، بل وأن نوقِّر القداسة. لقد حاول البشر أن يقتلوا دانيال، ولكن الأسود أنقذته وحفظته عندما حُكِمَ عليه ظُلماً؛ وعندما أخفق العدل البشري، أعلنت الحيوانات عن براءته. وفي حين أنَّ قداسة دانيال أقامت الصراع والحسد بين البشر، لكنها من جهةٍ أخرى، أثارت الرهبة والتوقير بين الحيوانات“(2).

وكما قـال القديس أنطونيوس: ”الطاعة والنُّسك تعطيان الإنسان قوَّةً على الوحوش“(3). وقال القديس مار إسحق السرياني: ”المتواضع يدنو من الوحوش الضارية، وإذ تراه بأعينها تصبح أنيسة وتقترب منه كأنه سيِّدها، وتهزُّ رؤوسها وذيولها وتلحس يديه ورجليه، لأنها تشمُّ فيه رائحة آدم قبل المعصية (أي صورة الله التي خُلِق عليها أصلاً)“(4).

ذهبوا ليقبضوا على القديس فآمنوا بمسيحه:

في أيام الإمبراطور الروماني ”أدريانوس“ (أو ”هادريان“) في القرن الثاني، كان القديس إليوثيريوس أسقفاً لمنطقة ”أكويليا“ (”فينيسيا“ أو ”البندقية“ في إيطاليا الآن)، وعندما رُسِمَ أسقفاً كان عمره 20 عاماً(5). وكانت أسرته من نبلاء روما ذوي المراتب العالية، وكانت والدته قدِّيسة آمنت على يد الرسول بولس، وهكذا تربَّى القديس تحت عناية والدته التقيَّة والأسقف الروماني ”أناكليتس“، ونما سريعاً في طريق القدِّيسين. وبسبب تقواه ونقاوة قلبه، رُسِمَ شمَّاساً وهو في سنِّ 16 عاماً، وكاهناً في سنِّ 18، ثم رسمه رئيس أساقفة روما أسقفاً في سنِّ العشرين.

وكانت عظات ومعجزات هذا الأسقف الشاب تجني ثمراً وافراً من النفوس، فانتشر صيته حتى وصل إلى الإمبراطور الذي كان يُظهِر تقواه للآلهة بـاضطهاده لأعاظم المسيحيين، فـأرسل مائتي جندي مع القائد ”فيلكس“ للقبض عليه. ولما وصل فيلكس وجد القديس في كنيسته يعظ شعباً غفيراً، فصفَّ جنوده للحراسة حول الكنيسة، ودخل هو للقبض على القديس. ولكنه بمجرد دخولـه للكنيسة، دخلت نعمـة الله في قلبـه بسبب وقار المشهد، وسكون وتقوى المسيحيين المجتمعين! وبسبب النور السماوي الذي كان يشعُّ حول الأسقف، والمسحة المقدسة التي بَدَت على وجهه، والفصاحة التي كان يتكلَّم بها؛ انتظر القائد فيلكس حتى انتهت عظة الأسقف، ثم ركع وسط الكنيسة مُصلِّياً للإله الحقيقي، مِمَّا أدهش الشعب والجنود على السواء!

ثم جاء إليه الأسقف وقال له: ”قم، يا فيلكس، أنا عارفٌ بمَن أتى بك إلى هنا، إنها مشيئة الله أن أذهب معك لكي أُمجِّد اسمه“. فانتبه القائد كما من حلمٍ جميل، وأعلن إيمانه بإله المسيحيين! وفي طريقهم إلى روما توقَّفوا للراحة على شاطئ نهر، فجمع القديس إليوثيريوس بعض الجنود حوله وحدَّثهم عن الإيمان المسيحي، فاقتنعوا بسبب غيرته وفصاحته، وصاح فيلكس قائلاً: ”لن آكل حتى أتعمَّد“. وبعد أن زوَّده الأسقف ببعض التوجيهات والتعاليم، عمَّده مع بعضٍ من جنوده.

المحاكمة، والتعذيب الذي لم يمسَّه بأذى:

ولمَّا جاءوا بالقديس أمام الإمبراطور، ذُهِلَ من بهاء منظره واتضاعه مِمَّا جعل الموجودين ينظرون إلى خادم المسيح بشعور التوقير والرهبة. ولأن والده كان قد نال رتبة القنصل، فقد وعده الإمبراطور بمركزٍ كبير، ولكنه وجده ثابتاً لا يهتز في إيمانه مِمَّا أثار كبرياءه، فقال له: ”كيف أنَّ إنساناً مشهوراً مثلك يُسلِّم نفسه لمثل هذه الخرافة ويؤمن بإله صَلَبَه البشر“؟ ولكن القديس ظلَّ صامتاً. فقال له: ”أَجب على سؤالي، لماذا تُسلِّم نفسك لعبودية إنسانٍ ميت أُعدِمَ كمجرم“؟ فرشم القديس علامة الصليب وقال: ”الحرية الحقيقية لا توجد إلاَّ في خدمة خالق السماء والأرض“. فقال الإمبراطور بلُطف: ”أَطِع أوامري وسأُعطيك وظيفة سامية في قصري“. فأجابه القديس: ”إنَّ كلماتك لمسمومة بالخداع والقساوة“.

فـاغتاظ الإمبراطور، وأَمَرَ بـإعداد السرير النحاسي أو ”الشوَّاية الكبيرة“ ذات القضبان المعدنية المحميَّة بالنار، ولكن العجيب أنَّ الله لم يسمح أن يموت معظم الشهداء بهذه الطريقة المُرعبة. وبناءً على القوانين الرومانية، أُطلِق مُنادٍ في المدينة ليُعلِن الحُكْم الإمبراطوري على القديس، فتجمَّع معظم شعب روما لمشاهدة تنفيذ حُكْم الإعدام، وكأنَّ الله كان يدعوهم ليتحقَّقوا من قدرته لكي يخدموه بدلاً من الأصنام. وشاهَدَ الجميع القديس مُقيَّداً على تلك ”الشوَّاية“ لمدة ساعة دون أن يحترق! ثم أطلقوه حُرّاً حسب القوانين. ولكنه انتهز هذه الفرصة وبشَّر الرومانيين قائلاً: ”لا يوجد إله آخر غير هذا القدير، والذي بشَّركم به الرسولان بطرس وبولس، اللذان بواسطتهما جَرَت أشفية ومعجزات عديدة بينكم...“.

فاغتاظ أيضاً الإمبراطور وأَمَرَ بإعداد آلة تعذيب أكثر رُعباً، وهي مقلاة ضخمة (خَلْقِين)(6) مملوءة بالزيت والقار فوق نار هائلة، ولما بدأت تغلي، حذَّر الإمبراطور القديس، فضحك وقال: ”ألم تسمع إطلاقاً عن الفتية الثلاثة الذين أُلقوا في أتون النار في بابل، وكانوا يُسبِّحون ويفرحون وسط النار، لأنه كان يمشي في وسطهم ابن الإله الذي أعبده الذي أنا كاهنه غير المستحق، والذي لم يتركني منذ طفولتي“؟! ولما قال ذلك، رشم علامة الصليب وقفز في الخلقين، وللحال أُطفِئت النار، وصار السائل المغلي بارداً وصلباً، فقال للإمبراطور: ”أين هي تهديداتك؟ آه يا هادريان! لقد أظلمت عيناك بعدم الإيمان حتى أنك لا ترى أمور الله...“!

ولما اغتاظ الإمبراطور من معجزة القديس وتوبيخه له، وَعَدَه والي مدينة روما بأن يُعِدَّ له آلة تعذيب أبشع من غيرها، فزجّوا به في السجن حتى الغد. ولم تكن آلة التعذيب الجديدة أكثر من غلاَّية هائلة لها غطاء، ويُوضع فيها زيت وقار وراتينج ومواد سامة وغيرها. ولما بلغ هذا المزيج درجة الغليان، طلب الوالي من القديس أن يخضع لأمر الإمبراطور، فأجابه القديس: ”لك مَلِكك الذي عيَّنك والياً، ولي مَلِكي الذي عيَّنني أسقفاً، فالذي ينتصر الآن منهما يجب أن نعبده أنت وأنا. فإذا تغلَّب خلقينك هذا على إيماني، يجب أن أخدم مَلِكك؛ وإذا تغلَّب مَلِكي على خلقينك، فعليك أن تعبد الرب يسوع المسيح“.

وبينما كانوا يقتادون الشهيد صلَّى قائلاً: ”أنت تعلم، يا ربي يسوع المسيح، أنَّ جميع الآلام لأجل اسمك تسرُّني، ولكن لكي تُظهِر أنه حتى العناصر تُقاوِم الذين يقاومونك، فلا تسمح لي - أنا عبدك - أن أحترق في هذا الخلقين“. ثم ألقى القديس بنفسه في الخلقين وأغلقوا عليه، وتلهَّف الجميع لمعرفة ما حدث. وبعد دقائق، رفعوا الغطاء، فوجدوا القديس حيّاً بدون أذى، بل وهادئاً بهي الطلعة حتى ذُهِلَ الجميع. ثم نظر الإمبراطور إلى الوالي بغضب، إلاَّ أنه – ويا للعجب! - ففي تلك اللحظة، دخلت نعمة الله في قلب الوالي وقال: ”أيها الإمبراطور العظيم، دعنا نؤمن بالإله الذي يحمي خُدَّامه بهذه الطريقة، فهل تُـنقذ آلهتنا أحد كهنتها لو أُلقي في هذا الخلقين“؟!

فاغتاظ الإمبراطور من كلام الوالي وأَمَرَ الجلاَّدين بإلقائه في نفس الخلقين، ولكن الوالي قال: ”إنني من الآن أومِن بأنَّ المسيح هو الإله الحقيقي“! وعندما كـانوا يقتادونـه، طلب من القديس أن يُصلِّي لأجله. ففرح إليوثيريوس وشكر الله وطلب منه أن يُشدِّد الوالي ليتحمَّل العذابات. وحينذاك ألقوا بالوالي في الخلقين وتركوه مغطَّى عليه لعدة دقائق، ولما رفعوا الغطاء وجدوه حيّاً وهو يُسبِّح الإله الحقيقي. فأَمَر الإمبراطور بعد ذلك بقطع رأسه.

في السجن ومع الوحوش التي دافعت عنه:

أُرسِل إليوثيريوس إلى السجن ووضعوه في زنزانة تحت الأرض كريهة الرائحة ومُظلمة، وحُرِمَ من الطعام والنور، وأخذ الإمبراطور مفتاح الزنزانة... ولكن الأسوار الحجرية والقضبان الحديدية لا يمكنها أن تمنع عمل روح الله، والوحدة والظلام والحبس كانت ينابيع فرح فائق للقديس كسَبْق تذوُّق لنعيم السماء! وحتى احتياج الجسد كان يأتي إليه كل صباح مع حمامة صغيرة جميلة كانت تضع طعاماً عند قدميه.

وبعد خمسة عشر يوماً، كانت سعيدة ومُبهجة لخـادم المسيح، أرسل الإمبراطور فـوجده حيّاً وسعيداً، ورأى منظره أكثر جمالاً وكأنه يرى ملاكاً! فاغتاظ وأَمَر أن يُربَط القديس بفرس ليجرَّه في الطُّرقات حتى يترضض جسمه ويتمزَّق. ولكن في لحظة إطلاق الفرس، جاء ملاك وفكَّ قيود القديس ورفعه ووضعه على ظهر الفرس! ثم أسرع الفرس يعدو دون توقُّف حتى وصل إلى قمة أحد الجبال... وبينما كان القديس يسكب قلبه للاعتراف بفضل الرب وشُكره، تجمَّعت حوله الوحوش كأنها تُرحِّب به، وقضى هناك بضعة أسابيع في عُزلة سعيدة يتغذَّى على الثمار ودرنات الجذور النباتية ويُسبِّح الله...

وفي أحد الأيام كان الصيَّادون يبحثون عن طرائد للصيد هناك، فرأوا رجلاً راكعاً وسط الوحوش، فأسرعوا إلى المدينة ليُخبروا بهذا المنظر العجيب. فلما سمع الناس أوصاف القديس تعرَّفوا على ذاك الذي لا سلطان للموت عليه! وصُعِقَ الإمبراطور من الخبر وأرسل أحد قادة الجيش ومعه ألف رجل للقبض عليه. ولما وصلوا وجدوه مُحاطاً بعددٍ كبير من الوحوش وكأنها تُشكِّل حرساً خاصاً له، وكأنها كانت تتحدَّى الجنود حتى لا يقتربوا. ورغم شجاعة الجنود الرومانيين، إلاَّ أنَّ بعضهم فقط تقدَّم للقبض على القديس، ولكن الذئاب كانت ستمزِّقهم لولا أنَّ القديس أمرها بالتوقُّف، وفي الحال أطاعته الوحوش وربضت بخضوع عند قدميه! ثم أمرها بالانسحاب إلى جحورها، ففعلت!

جمع القديس الجنود ودعاهم إلى الإيمان بالإله الحقيقي، وكان كلامه حلواً ومؤثِّراً حتى أنه قبل الغروب عمَّد 608 من الضباط والجنود. هؤلاء أرادوا أن يتركوا القديس حُرّاً، ولكنه أقنعهم بأنَّ ذلك سيجلب عليهم سخط الإمبراطور، كما أنه كان يتطلَّع إلى إكليل الاستشهاد، وهكذا رافقهم إلى حيث كان الرب يُعِدُّ له انتصارات أعظم!

أحداث ساحة الاستشهاد:

كانت قصص هذا المسيحي الغيور على كل لسان، وكان عدد كبير من الوثنيين يحقدون على المسيحية، وأراد الإمبراطور أن يشفي غليلهم، فأَمَرَ مرةً أخرى بالإعدام العلني للقديس. وكان يوم 18 أبريل سنة 138م يوماً مشهوداً في السِّجِلاَّت التاريخية لمدينة روما العُظمى بسبب أحداثه الخطيرة. ولكن معجزات القديس وصلواته رفعت مكانة المسيحية، وبدأ الألوف يخافون اسم الإله الحقيقي. وصـارت التعاذيب والإعدامـات العلنية التي قُصِدَ منها تخويف الناس هي الينبوع المُثمر لاهتداء عدد كبير إلى الإيمان الذي رفع البشر فوق الألم والخوف، وجعلهم يبتسمون أمام أبشع وسائل التعذيب المعروفة للوثنيين.

في هذا اليوم ظهرت انفعالات مختلفة على جمهور الكوليزيوم، فبعضهم أثارته المعجزات، وهاج آخرون تعطًُّشاً إلى دم المسيحيين، وافتخر المسيحيون بهذا البطل الذي أضفى كرامةً هذا مقدارها على الكنيسة وأعطى مجداً هـذا مقداره لله، كما اختلط بالجمهور بعض الجنود الذين عمَّدهم إليوثيريوس.

بدأت المصارعات مع الوحوش في الساحة، وجاءوا بالقديس مُقيَّداً بملامحه الملائكية الهادئة. ثم أطلقوا ضبعاً ظلَّ يركض حتى رَبَضَ بلطفٍ عند قدمَي خادم الله! ثم أطلقوا أسداً جائعاً أرعب الناس بزئيره المُفزع، فأسرع إلى القديس وجثم أمامه ولعق قدميه بلسانه! فصاح بعض الناس قائلين: ”إنه ساحرٌ“. ودعا آخرون إلى إطلاق سراحه، بينما صاح غيرهم: ”عظيمٌ هو إله المسيحيين“! فدخلت أرواح شريرة في بعض الوثنيين وهجموا على الذين قالوا ذلك وقتلوهم، ثم هجم أصدقاء المقتولين على القاتلين، وتتابع هذا المشهد المُريع من سفك الدماء، وصار الاستاد كله في هياجٍ شديد لم يستطع الجنود إقماعه إلاَّ بكل صعوبة.

وكان القديس كل ذلك الوقت جاثياً على رُكبتيه مُصلِّياً في الساحة، ثم قفز كثيرون من الموجودين والتفُّوا حوله لحمايته، ولم تجرؤ الوحوش أن تلمسهم. ولكن القديس طلب من الله أن يُبعده من تلك المشاهد المُريعة. فسُمِعَت صلاته، حيث سمع صوتاً بداخله يقول إنَّ الله سيسمح له أن يستشهد بالسيف. فأخبر الذيـن حولـه بفرحٍ غامـر أنَّ الإمبراطور لو أَمَرَ بإعدامه بحدِّ السيف سينجح. فلما عَلِمَ الإمبراطور، أَمَرَ بذلك، فهوى الجلاَّد بسيفه على رقبة الشهيد، فسال دمه الطاهر على الأرض.

ولما رأت والدته ابنها يعبُر بانتصارٍ إلى إكليله، اندفعت إلى الساحة وألقت بنفسها على جثة ابنها. ولما عَلِمَ الإمبراطور أنها والدته وأنها مسيحية، أمَرَ بإعدامها. وهكذا اتَّحدت روحاهما في نعيم المجد.

وفي تلك الأثناء، أخذ المسيحيون جسديهما، وبُنِيَت عليهما كنيسة عظيمة في عهد الإمبراطور قسطنطين، حيث جَـرَت بـواسطتهما معجزات لا حصر لها، ثم وُزِّعَت رفاتهما على عدَّة كنائس.

وقد دوَّن هذه السيرة العَطِرَة أخوان كانا شاهدَي عيان لمعظم حقائق هذه السيرة غير العادية، وقد ختما روايتهما قائلَيْن: ”نحن الأخوان أولوجيوس وثيئودولوس كتبنا هذه الأمور كما عُهِدَ إلينا بذلك، وكانت نصائح القديس تُساعدنا دائماً لأننا كُنَّا ملازمَيْن له، وذكرنا تلك الأمور التي رأيناها وسمعناها بأنفسنا“.

(1) سيرة هذا الشهيد مختصرة عن كتاب:
The Martyrs of the Coliseum, O' Reilly Fr. A. J., p. 120.
(2) من حديث نُسكي ورد في كتاب:
The Philokalia, the complete text, p. 241.
والقديس نيلس كان يُعرف بـ ”السينائي“، ولكن المؤرِّخين تحقَّقوا من عدم علاقته بسيناء؛ بل إنه كان أباً لدير في ”أنكيرا“ أي ”أنقرا“ عاصمة تركيا حالياً. وقد رقد في الرب نحو سنة 430م.
(3) أقوال The Apophthegmata Patrum - المجموعة الأبجدية، رقم 36 أنطونيوس.
(4) الميمر رقم 77 في الطبعة الإنجليزية التي أصدرها دير التجلِّي في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، عام 1984.
(5) حسب قوانين الكنيسة، لا يقل عمر الأسقف عن خمسين سنة باستثناء إذا كان المُرشَّح قد نال - بشهادة كثيرين - مواهب أو كفاءات من الله غير عادية، أو إذا اختاره الله بطريقةٍ فائقة على الطبيعة.
(6) كلمة ”خلقين“ أصلها يوناني Kalkion، وتعني ”مرجل نحاسي“.

 
This site is issued by the Monastery of St Macarius the Great at Scetis


سير قديسين غير معروفين
 
سير قديسين غير معروفين
تنزيل ترانيم اطفال
 
+خادم رب المجد يسوع+
تنزيل الوصايا العشر
 
سير قديسين غير معروفين
+خادم رب المجد يسوع+
 
سير قديسين غير معروفين
+خادم رب المجد يسوع+
 
سير قديسين غير معروفين
 
Today, there have been 21863 visitors (34953 hits) on this page!
+خادم رب المجد يسوع+
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free